الجمعة، 4 يناير 2013

هل كنتُ محقا حينما قلتُ "إنني سابح فيكِ" ؟

قلتُ: إنني سابح فيكِ. فانفجرتْ منها ضحكة ساخرة، وردّت عليّ مقالتي جملة وتفصيلًا فلم تعرف منها شيء. وقد كان بيننا كلام فاستفزتهّا بتنظيم كلماتي.. وأخذتُ أسردُ الآتي:


أولًا تملّصكِ من كون جبران شارك مشاركة مباشرة وفعلية في بلورة وإظهار وصياغة وإكمال كثيرًا وكثيرًا من مشاعركِ التي لم تجدي احدا قبل جبران يصغها لكِ..جهد مكلّف لن ياتي بنتيجة لدي ولن يغيّر الحقيقة ..


ثانيًا كون الرافعي قد علا في قلبكِ مؤخرّا وأنا أقول مؤخرا ..فانا اعلم ذلك إلا -للأسف-انه لم يشاركِ في شيء من بناء عالمكِ لأنه مكتمل بالفعل قبل ظهوره ظهورا قويا ..وأقول ظهورا قويا لا اقول طهوره فقط..لانني اعلم انكِ تعرفين الرافعيّ منذ فترة.

ثالثًا اعتقادكِ المذكور بأن لي صديقات. اعتقاد باطل.


رابعًا عن الصفات التي في الرافعيّ والتي قلّما تجدينها في رجل ..أقول انتِ إنما لم يبدو لكِ من صفاته إلا ما تتعطش إليه نفسُ الانثى فيكِ وإلا ما انتِ محتاجة إليه جدًا..معنى ذلك انه لم يظهر لكِ كل صفاته ولا حتى اسباب وعلّات تلك الصفات لان لكل صفة سببب وعلة من تواريخ الانسان والانسانية جمعاء...

أنتِ لا ترين في الرجال الحقائق ..لماذا؟...لانكِ لا ترين إلا ما تحتاجه نفسكِ وترنو وتصبو صبوا شديدا إليه ...وفي حين انكِ لا ترين إلا ما ذكرت فتلك ليستِ الحقيقة كاملة ..دون ذلك حقائق وحقائق...


خامسًا وهو عبارة عن سؤال ...هل قرأتِ قبلًا لشاعرة ؟..كم كتاب عندكِ الّفته امرأة؟...تعرفين مَن مِن الكاتبات او الشاعرات النابغات؟ 

ولا اعني التعجيز بأسألتي وساتولى عنكِ الجواب لانكِ لن تجيبي ....قليل ما قرات لشاعرة او كاتبة امرأة مثلكِ...او سؤال اخر مَن مِن النساء شارك في بناء عالمكِ؟؟ ولا تتحذلقين صارخة كالاطفال "انا التي بنيت عالمي بنفسي لم يشاركني احدٌ"هذا باطل وانتِ تعلمي ذلك ...

طبيعي جدًا ان تميلي للرجل ليكمّل لكِ عالمكِ وهذا الميل فطري محض..لكن الميل العقلي ان تميلي لزميلاتكِ تقتبسين منهن الخبرة العملية الفطرية في الحياة والعلم ...لا اقصد مفردات المسائل فقد تكون احدى زميلاتكِ على ضلالة كهدى شعراوي مثلًا وسهير القلماوي وغيرهن...إنما تنظري للصالحات في المسائل الفردية..وهذا امر علمي محض لن تستوعبيه بهذه الكلمة المقتضبة أبدًا مهما اوهمتِ حالكِ انكِ قد فهمتِ...اما عن الخلل الناتج عن الميل الفطري دون العقلي فهذا له محل اخر للكلام ليس هنا.
وأنا اقصد أنه لم يشارك من النساء إلا القليل ...وهم الأولى ان يكنّ كُثر ..ليكون عالمكِ منسجما مع فطرتكِ.
فعُظْم من تقرءين لهم رجال وهذا أثّر بأشكال عدة لربما بينتها لكِ لاحقا
ولم يساهم بنو جنسكِ إلا نازك الملائكة ..او لعلها لم يكن لها مكان ..بين فطاحلكِ الكبار جبران وغيره!!

لكني انا بيّنت ما قد يكون من خلل في عالمكِ من ان معظم من شاركوا بناءَه رجالٌ ..فأين من وافقوكِ الفطرة والعقل والفكر والروح من بني جنسكِ؟ ..هذا سؤالي.
نعم وهذا عين المسالة أن هذا يتأتى لكِ من دون قصد منكِ ..لأنكِ تسيرين حسب حاجاتكِ الانثوية في التعرض للرجال من الكتاب ...وليس كذلك للنساء فالأمر يحتاج لعقل حكيم كي يميل لبني جنسه يتأدب منهن فيما ذكرناه آنفًا.

والعكس لديّ ...أنا اقرأ لبني جنسي أكثر من غيرهم فأقرأ للرجال اكثر من النساء ...وليس ذلك بقصد التقليل منهن ..بل لأنهن في مجال الادب والرواية والشعر قليل ..وزيادة على ذلك لابد لي من الانتقاء من بينهن التي تناسب المعالى من شاني.
فمن عائشة عبد الرحمن ..إلى لينة عبد القدوس صالح فشارلوت برونتي ثم الشاعرات ليلى الاخيلية والخنساء ودخنتوس ومؤخرا جيهان السادات.

وأقول راجيا ان تردين على رسالتي بالترتيب المذكور وبتؤدة وانبساط..لا عجلة واخلاط ...سأنتظر....


وبعدُ. فقد فاجئتني بصراحتها مصحّحة آرائي فيها إلا أنها أبتْ أن تكون كاملة فلم تصدقني في الثالثة وامتارتْ في الرابعة. سألتها:

هل كنتُ محقا حينما قلت "إنني سابح فيكِ" ؟
ردتْ قائلة: لاء.-وهي مولعة بزيادة الهمزة تبكيتًا وإدلالا-.


الثلاثاء، 1 يناير 2013

خواطر.. "أأنتِ لديّ تحيي المذهب الفرنسي في الأزياء؟"

-هذه العبارات المثيرة للاشمئزاز جدًا "كنت أعتقد فيكَ كذا إذا بي أجدكَ كذا" وإن يكن فالجهر بهذا محض حماقة..لانه انتِ من خُدعتِ وليس غيركِ...فإن شئتِ قول شيء فقولي "إنني حمقاء...لأني خُدعتْ".وانتِ كذلك.
أو مغفلّة!


-ولكِ ما نويتِ وأردتِ.


-أأنتِ لديّ تحيي المذهب الفرنسي في الأزياء ولكي تقرري ما الذي يليق على البشر ومالا يليق؟
فقديما كان الفرنسيون متزعمون اللياقة ويحددون للناس ما يليق ومالا يليق إلى أن تعنصروا في المنتهى!
ثم إن كان كلٌ زيّ فما الفرق بين زي وآخر؟
فما دلّ ما قلتِ إلا على ما قلتُ في حماقتكِ.

-وها انتِ ذي ترتقين درجة في تفصيل الأزياء..كما فعل الفرنسيون قبلكِ..فهم بدأوا بالازياء الموسميّة ثم تعنصروا ففصّلوا للناس أزياء السيادة وأزياء العبوديّة..ووسموا الناس بسماتٍ فهذا كنسيّ وهذا كافر ملحد! وهم أرباب العنصرة ولا ريب.
نعم وقد كانوا يزعمون أنهم يعلمون فطر الناس وخبايا نفوسهم وانهم مستخرجونها ليحكموا عليهم ويحكمونهم!
نعم أنتِ أخت مسلمة ولكنكِ لا تعرفين عن المرأة العربيّة إلا القليل.


-إن كنتِ تزعمين انكِ رأيتِ فيّ عيبًا في السابق فلم تخبريني فهذه خيانة!
وإن كنتِ قد انتظرتِ سقوطي كي تجهزي عليّ بكلماتكِ فهذه شماتة!
ما الذي تظنين أنكِ عليه؟...القداسة او المباديء؟...أريني منها حرفًا واحدا إن استطعتِ...
إن المبادي والنبل والكرم لهي اولى بالظهور في مثل هذه المواقف حينما يحتدّ الكلام ويتأزم الموقف..لكن الشماتةَ والخيانةُ قبلها لا أظنكِ تقصدينهما من ضمن مبادئكِ!


-تبًا لكِ!..أوَكنتُ أتجرعكِ علقمًا أو دواءا مرًا...!
لو اردتِ الانصراف لما قلتِ كفى..ولانصرفتِ لتوّكِ..فما الذي يمنعكِ من الاستكفاء من نفسكِ والانصراف.
وإن الحزن ليس دليل على الصدق . فكم من حزن خدع صاحبه فأوهمه صدق نيّته وهو حزن منافق او هو حزنُ نفاق.
لو كنتِ تحزنين عليّ حقًا لما قلتِ كفى..
لو كنتِ صادقة حقًا لأبنتِ لي ما تزعمين انه عيوب ..كي تصلحي القاسد.أيتها المصلحة..
أو ان غيري من الماسونيين واليهود والنصارى هم اولى بالنصيحة؟!
إذا فقهتِ هذه علمتِ كذب نيّتكِ ونفاق حزنكِ .!

-ممّ تشتهين أن أستحي منه؟ لاجواب!
أوَ كان العتاب يومًا بالاتهام والسب والتهكم والطعن في الديانة والملة والنيّة؟!
إن هذا يا أنتِ لا يُسمّى عتابًا ..إن هذا من باب إعلان الحرب والقطيعة والانتصار للنفس والهوى دونما الاخوة المزعومة ، وتلك الاخيرة لا تكون إلا بالنصح ولين الجانب والتبسط. ولكن هيهات. وانتِ عُظْم وقتكِ تقضينه بين اليهود والنصارى ناصحة وزاجرة فلابد أن أعداكِ اليهود بالخداع والانتصار للنفس والنصارى بالحماقة والغفلة !

-نعم حقيق بكِ التعب من أي حوار او نقاش يمسّ النوايا ويبيّن من الكاذب والمنافق ومن الخائن والمعتدي!
لكن لا بأس. وقد قلت لكِ لو استكفيتِ حقًا فلاستكفيتِ من نفسكِ ولانصرفتِ لتوّك.
وإن كنتِ لستِ مضطرة لعتابي وإظهار غضبكِ ونفوركِ من أسلوبي، فهذا مما يدلّ دلالة على ما قلتُه فيكِ. فأيّ صديقة صدوقة تلك التي-او قولي أي أخت زعمتْ انها اخت- لا ترى في نفسها اضطرارا لعتاب أخيها ؟!
نعم حقا إنكِ لستِ مضطرة..وأين انتِ من المباديء المزعومة حتى يثقل عليكِ أمر الأخوة؟!...بلى إن امر الاخوة عندكِ لخفيف يسهل التفريط فيه!

-إنني لم أتحدث عن الأخوة إلا لما تحدثتِ انتِ عنها وأردتِ تشهويها لها ولمبادئها ...فأمر الحديث الاخوة منكِ. بدأ.
وإن كنتِ قد اعتبرتِ ما قلته لكِ بداية سباب أو إهانة فقد رددت عليّ بالمثل ..إذن تساوينا يا أنتِ فلستِ بأقوى مني مركزا او ارفع منزلة ,,وغاب عنكِ سلطان المحجة!
وأما عن مداراة الأخطاء..فأنا لا اداري ..بل أواريها وهذا مفطور عليه الانسان ان يستر معايبه...وإن معايبي انتِ تزعمين لها امورا ..وكم من مرة إلى الآن أطلب منكِ إباننها وتوضيحها لي..فكيف اطلب تبيانها وتزعمين اني اجاهد مداراتها أو اتفانى..؟!
على انكِ تعلمين انني لا اصل لحد التفاني لأنني لا احدثُ بليغة او بصيرة إنني احدثُ حمقاء مغفلّة..فلمَ عساني اصل لحد التفاني والمجاهدة وتلك الامور التي تدل على العناء والجَهد؟؟
كلا ...


-لو تريدين التبسطِ وطرد الملل ...فانظري في المرآة ..فسوف تبصرين اشياء تجلب الضجكِ والتبسط وتنفي الملل!!!
بالتاكيد تفهمينني.