السبت، 11 أغسطس 2012

"نفثة مصدور -أنثى-"

                                        
لم انتهي منك يا الله بعد و لن انتهي ، خالفت و أخالف الناس لأجلك ، عاديت و أعادي العالم كله لشأنك ، حاربت و أحارب في سبيل الوصول إليك ، جابهت الكون و الكائنات بالذي يكرهون إنفاذا لأمرك ، اعتصر الاحداث لأفهمك أفهم مقاديرك و أعي مقاصدك و استوعب ارادتك و أظفر بحكمتك و اعقل أمثالك ...


قد كفرت بكل من و ما دونك ، كفرت بالذي وسوس لآدم ان يأكل من الشجرة ، و كفرت بمن أزّ أحد ابنيه أن يقتل اخيه ، كفرت بودّا و سواعا و يغوث و يعوق و نسرا آلهة قوم نوح ، و كفرت بصمدا و صمودا و هرا آلهة قوم هود ، و كفرت بآصنام قوم صالح و قوم لوط ، كفرت بآلهة قوم ابراهيم . الكواكب و الاصنام و الاوثان و بالكافر نمرود بن كنعان ، و كفرت بأسماء سماها الذين سجنوا يوسف رجما بالغيب ، و كفرت بالأيكة الشجرة معبودة قوم شعيب ، و كفرت بالذي قال انا ربكم الاعلى ولا ريب "أليس لي ملك مصر و هذه الانهار تجري من تحتي" ، نعم و كفرت بالعجل عبده بنو إسرائيل وقتما كنت تكلم موسى ب( الواد المقدس ) طوى ، وكفرت باحبار اليهود و رهبان النصارى اتُّخِذُوا اربابا من دون الله ذي العلا ، كفرت بعيسى إلها و آمنت به رسولا نبيا ، كفرت باللات و العزى و مناة الثالثة الاخرى ، وبالملائكة آلهة قالوا أنها بنات الله . ألهم الذكر و له الأنثى؟ تلك إذن قسمة ضيزى , و إساف و نائلة و هبل و ثلاثمئة و ستين صنما حول الكعبة كلٌ كانوا الهة لقريش ساكنة الرُّبى ، ثم اني كفرت بعلي إلها وما هو إلا ابن عم الرسول و بآل البيت الاثني عشر آلهة مقربون ، و كفرت بالقبور يعبد فيها الصالحون.، و كفرت بالطواغيت ، وكفرت بآلهة القرن العشرين. بالماركسية و الشيوعية و الليبرالية و الرأسمالية وقديما جدا و حديثا الديمقراطية ......و كل هذا لؤومن بك انت وحدك إلها واحدا فردا صمدا


أقرّ بأن الله لا رب غيره .. إله على العرش العظيم ممجّدُ
و نشهد ان الله معبودنا الذي .. نخصصه بالحب ذلّا و نفردُ
فلله كل الحمد و المجد و الثنا .. فمن أجل ذا كلُُ إلى الله يقصدُ
تسبحه الأملاك و الأرض و السما .. و كل جميع الخلق حقا و تحمدُ
تنزه عن ندّ و كفء مماثل .. و عن وصف ذي النقصان جل الموحَّدُ
و نثبت أخبار الصفات جميعها .. و نبرأ من تأويل من كان يجحدُ
فليس يطيق العقل كنه صفاته .. فسلّم بما قال الرسول محمدُ 
هو الصمد العالي بعظم صفاته .. و كل جميع الخلق لله يصمدُ
عليُُّ علا ذاتا و قدرا و قهره .. قريب مجيب للورى متوددُ
هو الحي و القيوم ذو الجود و الغنى .. وكل صفات الحمد لله تسنَدُ
أحاط بكل الخلق علما و قدرة .. و برّا و إحسانا فإياه نعبدُ
و يبصر ذرات العوالم كلها .. و يسمع أصوات العباد و يشهدُ
له الملك و الحمد المحيط بملكه .. و حكمته العظمى بها الخلق تشهدُ
و نشهد أن الله ينزل في الدجى .. كما قاله المبعوث بالخلق أحمدُ
ونشهد أن الله أرسل رسله .. بآياته للخلق تهدي و ترشدُ
ونشهد أن الخير و الشر كله .. بتقديره والعبد يسعى و يجهدُ
وفاضل بين الرسل و الخلق كلهم .. بحكمته جلّ العظيم الموحّدُ
فأفضل خلق الله في الأرض و السما .. نبيّ الهدى و العالمين محمدُ



ثم إني أردت عبادتك فنازعنى هوى و نفس و إنس و جان .. فإني للأول مجاهدة و للثاني مهذّبة و للثالث مجتنبة واتخذت الأخير عدوا مبينا ، ثم إنني لم أجد سنة و لا طريقة هي أدين و لا أقوم و لا أولى بالاتباع - في عبادتك - من سنة و طريقة النبيّ الأميّ محمد الذي يجده الخلق مكتوبا عندهم في التوراة و الزابور و الانجيل و القرءان يأمرهم بالمعروف و ينهاهم عن المنكر و يحل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث و يضع عنهم إصرهم و الأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به و عزّروه و نصروه و اتبعوا النور الذي أنزل معه ، أولئك هم المفلحون ، بشّر به موسى و عيسى من أكابر النبيين المكرمون...



لأكون لك وحدك خالصة مخلصا لك ، لا شريك لك فيّ ، وكما خلقتني أوّل مرة و غرست فيّ الكون كله ..فالرجاء كله لك و الحب كله لك والوجه متول شطرك المقدس ، وكل من و ما دونك دبر أذني و تحت مواطيء قدمي ، فالناس يريدوني لأنفسهم و أنت تريدني لنفسي .


ثم نظرتْ إلى السماء ثم ابتسمتْ ...كأن اليقين أتاها .

فهل أتاكِ ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق